السياسة

اغتيال الذوق.. نهى عراقي

اغتيال الذوق
كثيرأ ما يتكرر إلی أسماعنا كلمة الذوق مثل فلان لديه ذوق عالي أو يجب أن تتحلى بالذوق، والذوق معناه الرقي والكرم والترفع في الحديث والصوت المنخفض و اختيار الألفاظ الراقية والاهتمام بالمظهر الخارجي والجوهر الداخلي، وغيرها من السلوكيات الحميدة، وهو يعبر عن ثقافة الإنسان وتصرفه في الشارع و المنزل والمجتمع، باختصار أنه سلوك ثقافي وأسلوب حياة، وهو جزء لا يتجزأ عن الهوية، هويتنا ضاعت عندما فقدنا الذوق والأخلاق.

كم كان العرب هم أصل الأخلاق و كادت أن تكتمل لكنها لم تكتمل ليأتي ”رسول الله صلى الله عليه وسلم” ليتمم مكارم الأخلاق.

نلاحظ قديماً وليس بقديماً كيف كان مجتمعنا راقي في هِندامه و حديثه وفَنه و سلوكه وكانت العائلات الكبيرة حريصة بشكل كبير علی تنمية هذا السلوك الراقي لدی الأبناء والأحفاد، بداية من طريقة الحوار والملبس وطريقة الطعام والجلوس والتعامل مع المجمتع.
أتذكر أنني وقع عليّ شئ من العقاب لأنني أحدثت صوتا بالملعقة عند تقليب كوب الشاي لإنه لا يجب أن أُحدث صوتاً بالملعقة لإنه سلوك مرفوض….

ما حدث لمجتمعنا هذه الأيام من تشويه للذوق العام والخاص كارثة مجتمعية وتشوه بصري و سمعي وثقافي، أنا أطلق عليه اغتيال الذوق، بالتأكيد هناك أسباب لهذا الإغتيال و هناك جُناة.

من أهم الأسباب هي الثقافة الأجنبية الطارئة التي احتلت العقول، خاصةً الثقافة الأمريكية وبدلت القيم والمعايير التي احتلت مجتمعنا وتهافت الناس عليها وعلی إقتناءها زاعمين أنها الحضارة، إذ أنه لم يعد لدينا معاير أساساً.

أما الجاني هو الفن الهابط والإعلام المتدني و الدول الغربية التي تعلم جيدا أن فساد الذوق العام هو بداية تدهور المجتمع و القضاء علی عاداته وتقاليده بالتالي ضياع هويته، ونراه في تركيزهم علی فئة الشباب لإنهم هم مجتمع الغد، نری الشباب الأن يتفوهون بأي الفاظ ولا يستحون.. حتی طريقة ملابسهم هابطة تقلل من قيمتهم وهذه غاية العدو وحربه المبتكرة إهدار الذوق العام و دفن هويتنا، حتی أصبح أصحاب الذوق غرباء، ذكروني بالمدينة التي قطعوا أذن كل الأطفال فأصبح إذا دخل المدينة إنسان طبيعي له أذنين تنمروا عليه يالا العجب!!

أود أن أضيف ملحوظة صغيرة لكن عميقة هی : أن كلمة ذوق لها مصطلح فرنسي وهو فن الإتيكيت!!!!

اغتيال الذوق.. نهى عراقي
اغتيال الذوق.. نهى عراقي
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى