مفيدة عبدالرحمن أول محامية في مصر والوطن العربي أسهمت في تعديل قوانين الأحوال الشخصية

مفيدة عبدالرحمن أول محامية في مصر والوطن العربي أسهمت في تعديل قوانين الأحوال الشخصية
نهى عراقي
أيسك.. درست القانون بجامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة)/» حيث التحقت بها عام 1935 وتخرجت عام 1939.
أول محامية فى العالم العربى تترافع أمام المحاكم العسكرية.
أول محامية تُقيد أمام محكمة النقض.
أول محامية تنضم إلى لجان تعديل القوانين.
اُختيرت لرئاسة الاتحاد الدولى للمحاميات والقانونيات بالقاهرة لتصبح رائدة المحاميات فى العالم العربى.
قامت بجولة فى أوروبا بدعوة من هيئة الأمم المتحدة نجحت خلالها فى إعداد دراسة لنظم الأسرة والطفولة.
اهتمت بالتصدى لمشكلات الأسرة، فضلاً عن بيوت الطالبات التى ضمت مئات المغتربات من خارج القاهرة.
ترافعت فى أكثر من 400 قضية مهمة شغل بعضها الرأى العام لسنوات طويلة.
اُنتخبت عضوةً فى مجلس النواب لدورات عديدة من عام 1960 حتى عام 1976.
شغِلت عضوية مجلس نقابة المحامين.
شغِلت رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960، حتى وفاتها عام 2002 .
أنشأت العديد من «مكاتب توجيه الأسرة» التي عنيت بالتصدي لمشاكل الأسرة، فضلاً عن «بيوت الطالبات» التي آوت مئات المغتربات من خارج القاهرة.
1- نشأة مفيدة عبد الرحمن وتأثير والدها
ولدت مفيدة عبد الرحمن في 20 يناير 1914 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأسرة مصرية مثقفة، كان والدها، عبد الرحمن محمد، شخصية بارزة يتمتع بجمال الخط العربي، حيث قام بكتابة المصحف الشريف تسعة عشر مرة، هذا الارتباط الوثيق بين والدها والقرآن الكريم شكّل أساسًا قويًا في تربيتها، حيث نما لديها حب العلم والمعرفة، من خلال تشجيع والدها المستمر، قررت مفيدة استكمال دراستها، على الرغم من التحديات الاجتماعية التي كانت تواجه النساء في تلك الحقبة.
عندما التحقت مفيدة بجامعة فؤاد الأول عام 1935، كانت ترغب في دراسة الطب، ولكن بفضل نصيحة والدها وتشجيعه، قررت أن تلتحق بكلية الحقوق بدلاً من ذلك، لتكون بذلك أول امرأة متزوجة تدخل الجامعة في مصر.
كانت هذه الخطوة جريئة للغاية، خاصة في مجتمع يعتبر فيه تعليم المرأة رفاهية غير ضرورية، تزوجت مفيدة من الكاتب الإسلامي محمد عبد اللطيف عام 1933، وقبل أن تكمل عامها العشرين، كانت قد أصبحت أمًا لطفلين.
3- تخرجها وبداية مسيرتها المهنية في المحاماة
بعد أربع سنوات من الدراسة المكثفة، حصلت مفيدة على بكالوريوس الحقوق عام 1939، وكانت آنذاك أمًا لخمسة أبناء، رغم التحديات المزدوجة كأم شابة ومحامية ناشئة، بدأت مفيدة عملها في المحاماة في نوفمبر 1939، أول قضية تولتها كانت قضية قتل غير متعمد، حيث أبدعت في الدفاع عن موكلها واستطاعت الفوز بالقضية، مما أكسبها شهرة كبيرة ومهد الطريق لمسيرتها المهنية.
4- دورها الريادي في الدفاع عن حقوق المرأة
كانت مفيدة عبد الرحمن رمزًا للدفاع عن حقوق المرأة في مصر، اختيرت للدفاع عن درية شفيق، التي قادت مظاهرة مكونة من 500 امرأة أمام البرلمان في فبراير 1951 للمطالبة بحقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية، كان هذا الحدث من أبرز المحطات في حياة مفيدة المهنية، حيث استطاعت أن تؤكد من خلاله على دور المرأة في المجتمع وحقها في المشاركة في الحياة العامة.
5- المحاماة في المحاكم العسكرية والسياسية
في الخمسينات، عملت مفيدة كمحامية دفاع في العديد من المحاكمات السياسية التي كانت تتعلق باتهامات بالتآمر ضد الدولة، كانت أول امرأة تترافع أمام المحاكم العسكرية في مصر، مما أكسبها احترامًا واسعًا في الأوساط القانونية والسياسية، لم يكن عملها في المحاماة مجرد وظيفة، بل كان وسيلة لتحقيق العدالة والمساهمة في بناء مجتمع أكثر إنصافًا.
6- مساهمتها في تعديل قوانين الأحوال الشخصية
في عام 1959، انتُخبت مفيدة عبد الرحمن نائبة في البرلمان عن منطقة الغورية والأزبكية، واستمرت في هذا المنصب لمدة سبعة عشر عامًا، خلال تلك الفترة، شاركت في لجنة تعديل قوانين الأحوال الشخصية وساهمت بشكل كبير في وضع قوانين تنظيم الأسرة، من زواج وطلاق، التي انعقدت في أوائل الستينات، كانت هذه القوانين بمثابة نقلة نوعية في حماية حقوق المرأة والأسرة في مصر.
7- تأسيس جمعية نساء الإسلام ورئاستها
تتوقف مساهمات مفيدة عبد الرحمن عند المحاماة والبرلمان فقط، بل امتدت لتشمل المجال الاجتماعي أيضًا، قامت بتأسيس جمعية “نساء الإسلام”، التي شغلت منصب رئيستها لعدة سنوات؟ كانت الجمعية تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع من خلال برامج التعليم والتدريب والتنمية الاجتماعية، كما عملت الجمعية على تقديم المساعدة القانونية للنساء اللاتي لا يملكن القدرة على تحمل تكاليف المحاماة.
8- الأم العاملة المثالية
كان توازن مفيدة عبد الرحمن بين حياتها المهنية وحياتها الأسرية أمرًا ملهمًا للكثيرين، كانت أمًا لتسعة أبناء، وقد استطاعت بجدارة أن تربيهم جميعًا تربية صالحة، في نفس الوقت الذي كانت تعمل فيه كمحامية ونائبة برلمانية، لذلك، تم إطلاق لقب “الأم العاملة المثالية” عليها، تقديرًا لمساهماتها الكبيرة في كل من حياتها الأسرية والمهنية.
9- وفاتها وإرثها
10- تأثيرها على الأجيال القادمة
إن تأثير مفيدة عبد الرحمن يمتد إلى ما هو أبعد من حياتها الشخصية والمهنية، لقد ألهمت أجيالًا من النساء المصريات لدخول مجالات كانت سابقًا حكرًا على الرجال، لقد أثبتت من خلال مسيرتها أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في جميع المجالات إذا ما أتيحت لها الفرصة.
11- إرثها في المجال القانوني والبرلماني
ما تزال مساهمات مفيدة عبد الرحمن في تطوير قوانين الأحوال الشخصية وتنظيم الأسرة محسوسة حتى اليوم، لقد لعبت دورًا حاسمًا في تغيير النظرة التقليدية لدور المرأة في المجتمع المصري، وعملت على تمكين المرأة من خلال القانون والسياسة، بالإضافة إلى ذلك، كان لوجودها في البرلمان تأثير كبير في تعزيز حقوق المرأة وتقديم تشريعات تدعم حقوقها في العمل والتعليم والحياة الاجتماعية.
12- الاعتراف الدولي بمسيرتها
لم تقتصر شهرة مفيدة عبد الرحمن على مصر فقط، بل امتدت لتصل إلى المستوى الدولي، لقد تم تكريمها في العديد من المناسبات الدولية كمثال للمرأة العربية التي استطاعت تحقيق النجاح في ظل ظروف صعبة، لقد كانت رمزًا للصمود والإرادة القوية، وكانت سيرتها مصدر إلهام للعديد من النساء حول العالم.
13- امرأة بآثار لا تُمحى
في الثالث من سبتمبر عام 2002، توفيت مفيدة عبد الرحمن عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركة خلفها إرثًا كبيرًا من الإنجازات والمبادئ، لم تكن مفيدة مجرد محامية، بل كانت نموذجًا يحتذى به في كل مجالات الحياة، كانت مثالًا للمرأة القوية المثابرة التي كسرت الحواجز الاجتماعية وحققت نجاحات كبيرة في مجتمع يفرض قيودًا على دور المرأة.
رحلت مفيدة عبد الرحمن عن عالمنا، لكنها تركت وراءها آثارًا لا تُمحى في مجالات القانون والحقوق وتمكين المرأة، إنها قصة نجاح استثنائية في مجتمع كان يميل إلى تقييد دور المرأة، ومع ذلك استطاعت أن تتغلب على كل الصعاب وتترك بصمة لا تُنسى في تاريخ مصر، إرثها سيظل حيًا، يلهم الأجيال القادمة لتحقيق الأفضل والدفاع عن حقوقهم بكل قوة وعزم.
