امرأة بريطانية تستيقظ من السكتة الدماغية وهي تتحدث الإيطالية
امرأة بريطانية تستيقظ من السكتة الدماغية وهي تتحدث الإيطالية
نهى عراقي
أيسك.. أصيبت سيدة بريطانية وعائلتها بالحيرة عندما استيقظت صباح أحد الأيام، وهي تتحدث مثل مواطنة إيطالية، رغم أنها لم تزر إيطاليا من قبل، وحدثت الواقعة الغريبة عقب تعافي السيدة من سكتة الدماغية.
قالت السيدة إن السكتة الدماغية سببت لها اللكنة الإيطالية والقدرة على التحدث باللغة الإيطالية، رغم عدم زيارتها للبلاد أبدا.
وعثر زوج ألثيا برايدن، 58 عاما، عليها فاقدة للوعي ذات مساء بعد إصابتها بسكتة دماغية ناجمة عن “غشاء الشريان السباتي” (carotid web)، وهي كتلة في الرقبة يمكن أن تقطع تدفق الدم إلى المخ.
وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، في الرابع من مايو الماضي، عُثر على ألثيا برايدن، (58 عامًا)، في سريرها فاقدة للوعي ووجهها متدليًا بشكل واضح على الجانب الأيمن.
وقال السيد برايدن إن زوجته “تحدق بعينيها ولا تستطيع التحدث”، وقال إنه اتصل على الفور بسيارة إسعاف.
وظلت المرأة في المستشفى لمدة 9 أيام.
وفي 30 يوليو/تموز، أُعيدت السيدة ألثيا إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة غشاء الشريان السباتي، وبعد 3 أشهر من عدم قدرتها على الكلام، استيقظت وهي تتحدث بلكنة إيطالية وتستطيع نطق الكلمات باللغة الإيطالية.
ويُعتقد أن ألثيا تعاني من متلازمة اللهجة الأجنبية، وهي حالة طبية نادرة تجعل كلام الشخص يبدو كأنه يتحدث بلهجة أجنبية، حتى لو لم يكتسبها.
وقالت السيدة ألثيا: “قضيت 3 أشهر بعد إصابتي بالسكتة الدماغية وأنا أعتقد أنني لن أتمكن من التحدث مرة أخرى… شعرت كأنني مجرد قشرة من الشخص الذي كنت عليه ذات يوم”.
وأضافت برايدن: “بعد جراحة غشاء الشريان السباتي، جاءت ممرضة إلى سريري في المستشفى لإجراء فحص روتيني، وفجأة، بدأت في التحدث. بدت مصدومة مثلي تماما. “أولا، لم أصدق أنني أنا من أتحدث، ولكنني لم أتعرف على صوتي أيضا”.
وقالت إن الأطباء وموظفي المستشفى تجمعوا حول سريرها لسماع حديثها.
وأضافت: “كلما تحدثت أكثر، أصبحنا جميعا في حيرة من أمرنا. سألوني عما إذا كنت أتحدث بلكنة إيطالية قبل إصابتي بالسكتة الدماغية وكانوا يخبرونني أن لدي لكنة قوية، في خضم كل هذا، كنت مرتبكة للغاية”.
وأضافت: “مع مرور الأيام، أصبح من الواضح أنني أتحدث بلكنة إيطالية قوية ولم يكن لدي أي سيطرة على الصوت الذي كنت أصدره عند التحدث”.
وقالت: “لدهشتي، أنا أيضا قادرة على التحدث باللغة الإيطالية.. وهي لغة لم أتعلمها أو أتحدث بها من قبل”، مضيفة: “من دون أن أدرك، سأقول كلمة إيطالية في منتصف المحادثة، وهي الكلمة الإيطالية لِما أحاول قوله باللغة الإنجليزية.. ليس لدي أي فكرة أنني على وشك القيام بذلك، عقلي يحول الكلمة الإنجليزية إلى الإيطالية”.
وتابعت السيدة ألثيا قائلة إن الأطباء والممرضات ينظرون إليها باعتبارها “معجزة طبية” حيث لم يسبق لأي منهم أن رأى متلازمة اللهجة الأجنبية من قبل، وهذا جعلها تدرك مدى ندرة هذه الحالة.
لا أعرف من أنا”
في حين أنها تعلم “برايدن” أنها “محظوظة لأنها ظلت على قيد الحياة” بعد إصابتها بسكتة دماغية، تشعر المرأة وكأنها فقدت هويتها بسبب حالتها وأنها لا تملك “السيطرة” على الأصوات التي تصدرها.
وتقول”: “حتى ضحكتي لم تعد كما كانت… أنا لست أنا. أشعر وكأنني مهرج ذو ابتسامة مقلوبة يراقبه الناس وهو يؤدي.. إنه أمر محزن للغاية – كل شيء مختلف، حتى لغة جسدي مختلفة، الناس لا يقابلونني كما كنت في الأصل، لا أعرف من أنا”.
وتضيف أيضا: “أستيقظ كل صباح على أمل أن تختفي لهجتي الإيطالية، لكن معالج النطق والأطباء لا يعرفون ما إذا كان صوتي الأصلي سيعود أم لا”.
تقول الباحثة الألمانية في علم اللغة وعلاج النطق، أنيا لويت: بعد السكتة الدماغية، تموت مناطق معينة من المخ، ولكن اعتمادًا على العمر، يمكن للمخ استخدام مناطق أخرى لتولي مهام المنطقة الميتة، ويحدث هذا بشكل أفضل عندما يدعمه العلاج.